السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي "
أهلاً وسهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج " لو كانوا يعلمون " وقصتنا اليوم قصة أقوام كرر الله ذكرهم في القرآن الكريم عشرات المرات وهم قوم عاد وثمود ولوط وهم أقوام بعد سيدنا نوح .
وقوم عاد كانوا يعيشون في الجزيره العربيه في منطقة اسمها " الربع الخالي " وكان النبي الذي أرسله الله لهم هو سدينا " هود " وكلمة " هود " تأتي من الهواده واللين والرفق .
وكان قوم عاد عظيمي الأجساد فكانت أطوالهم تبلغ 60 ذراع أي حوالي 45 متر وكانوا أقوياء ويشعرون بقوتهم وقد ذكر الله قوم عاد في القرآن في أكثر من موضع . ونبدأ بسورة الأعراف آيه 65 قال تعالى " قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٦٦﴾ قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٦٧﴾أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ﴿٦٨﴾ أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧٠﴾ " .
وأول صفه أتصف بها قوم عاد واستحقوا بسببها انتقام الله هي صفة " الكبر "
ومن أكبر مصائب أي قوم أن يسخروا من نبيهم أو من دينهم أو يستهزأوا بالدين وذلك عندما قال عاد لسيدنا هود .
" إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٦٦﴾ " وهذه كانت أول صفه تستوجب إهلاكهم .
والآيه الثانية التي يتكلم الله فيها عن عنادهم
"قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧٠﴾ "
ومن المواطن التي ذكر الله فيها قوم عاد . في سورة الشعراء .
قال تعالى " كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٢٣﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٢٤﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٢٥﴾ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٢٦﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٢٧﴾ "
ثم ذكر أول معصية عندهم . قال "أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ " ريع أي منطقة . وكانت قبيله عاد من كثرة كبرهم يقومون بوضع تمثال ضخم على رأس كل شارع .
استكمالاً لصفات قوم عاد والتي بسببها أهلكهم الله هذا الهلاك الشديد ؟
التمسك بأفعال الآباء وذلك في قولهم "قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ۖ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٧٠﴾ "
ومن صفاتهم الفخر بالمقتنيات والكبر على الناس . قال تعالى على لسان هود
"أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴿١٢٨﴾ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴿١٢٩﴾ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴿١٣٠﴾ " فكانوا يقومون ببناء تمثال ضخم على رأس كل شارع . تكبراً منهم على الناس . والله عز وجل لا يحب أن يفخر انسان ويتكبر بالنعمه وكذلك من صفات قوم عاد السيئة انشغالهم بالدنيا ونسيانهم رضا رب العالمين . قال تعالى "وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ " وهناك صفة أخرى سيئة اتصف بها قوم عاد وهي التجبر والبطش والانتقام الشديد قال تعالى " وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴿١٣٠﴾" والله عز وجل لا يحب أن يستخدم القوى قوته في ظلم الناس والبطش بهم بل يحب القوى أن يستخدم قوته في نشر الخير .
وكذلك من الصفات السيئة التي اتصف بها قوم عاد في نسيانهم لنعمه الله عز وجل .
قال تعالى " وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ ﴿١٣٢﴾ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴿١٣٣﴾ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ " والنعمه من أكبر مداخل الشيطان التي تجعل الله ينزل غضبه علينا .
فجاء الرد من قوم عاد لنبي الله هود " "قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴿١٣٦﴾ أي سواء تحدثت في الدين أم لا أو نصحت أم لا فلن نؤمن لك .
وهذه الصفات التي بسببها استحق قوم عاد عقاب الله لهم .
قال تعالى " وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾" وأفاك أي مفتري على نفسه وعلى الناس " يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذابٍ أليم وإذا علم من آياتنا شيئاً اتخذها هزواً فبشره بعذابٍ مهين "
ومصيبة قوم عاد وأمثالهم أن الرساله والموعظه قد وصلتهم ولكن الرد كان شدة العناد وذلك في قولهم " وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ونكمل قصة قوم عاد في الحلقة القادمة .
جزاكم الله خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته