شباب مصراوى
center]العمل في الإسلام 613623[/center]
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا العمل في الإسلام 829894
ادارة المنتدي العمل في الإسلام 103798
شباب مصراوى
center]العمل في الإسلام 613623[/center]
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا العمل في الإسلام 829894
ادارة المنتدي العمل في الإسلام 103798
شباب مصراوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب مصراوى


 
الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العمل في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
mennameno
مشرف
mennameno


عدد المساهمات : 609
نقاط : 1097
تاريخ التسجيل : 05/02/2010

العمل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: العمل في الإسلام   العمل في الإسلام Emptyالإثنين أبريل 19, 2010 4:13 pm

العمل في الإسلام أحمد الله رب العالمين.. حمد عباده الشاكرين الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله.. اللهم صلِّ وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله.. صلاة وسلام دائمين متلازمين إلى يوم الدين..

ثم أما بعد...

أحبتي في الله أحيكم أينما كنتم في أرجاء المعمورة بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.. هذه الحلقة الثانية في برنامجنا الجديد أخلاقنا في الميزان.. العمل في الإسلام له مكانته، والله -سبحانه وتعالى- يقول: { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} وليس في الإسلام عمل دنيوي، وعمل أخروي.. إنما العمل لإصلاح الكون، وإدارة حركة الحياة، ولتعميره، ولإثارة الخير فيه.. هذا عمل أخروي.

المهم أن يرجع الأمر كله إلى النية السليمة عند الإسلام.. لكن الإنسان يتساءل معكم هل الإسلام هناك في مهن محترمة، ومهن غير محترمة؟
هل هناك مهنة شريفة، ومهن غير شريفة؟
هل هناك مهنة كبيرة، وعظيمة راقية، ومهنة وضيعة لا قيمة لها؟
هل الإسلام له هذه التقسيمات أو فيه هذه التقسيمات؟
نحن نريد أن نضئ إضاءات، ونقف عند هذه التساؤلات.. هل الإسلام يقسم المهن درجات كما يقسم الناس إلى طبقات أم أن المهنة في الإسلام أي كانت طالما أنها تفعل أو يفعل صاحبها الخير بها في هذا الكون هذه مهنة محترمة، وهذه مهنة شريفة، وهذه مهنة يقرها دين الله -سبحانه وتعالى-؟
يعني أقرأ أحيانا مثلا أن أم تشكوا من زوج ابنتها مثلا، وتقول: سواء على الهاتف أو في الجريدة أو غير ذلك، وابنتي هذه أنفقت عليها، وعلمتها أرقى تعليم، وأدخلتها إلى أو ألحقتها إلى كلية مرموقة، وكنت أتساءل مع نفسي.. هل هناك كلية مرموقة، وكلية أقل؟
يعني درجة من هذه الكلية المرموقة التي رمقتها الأمة أو يعني أوصلتها إلى هذه الدرجة العالية، ونسأل الأم: وما معنى كلية مرموقة؟ تقول: يعني كلية من كليات القمة.. أتساءل أيضا: هل هناك في العلم علم في القمة، وعلم في القاع؟
هل هناك علوم معينة تصل إلى سبحان الله العظيم! إلى الققم أو إلى القمة، وإلى الهضبة، والتلة، وهناك علم في الحضيض، وفي الوهدة، والسهل والقاع؟
طيب أنا إذا تساءلت مع هذه الأم سؤالا بسيطا قلت: فرضنا جدلا أن أصبح الصباح فإذا بإخواننا، وأحبائنا من عمال الصرف الصحي أضربوا في مدينة ما أي مدينة.. مدينة متقدمة.. مدينة في عالم النامي.. في العالم المتخلف، وقالوا: نحن لن نعمل اليوم أو لن نعمل لمدة أسبوع.. بالله عليك يعني أيتها الأم يا أم البنت التي أدخلتيها الكلية المرموقة لك أن تتخيلي ما هي مغبة أو عابقة إضراب عمال الصرف الصحي عما يصنعون، وعما يفعلون لنا، وليس بنا؟
بالله علينا سبحان الله! سبحان من رزق العباد وقنعهم بما آتاه! تجده يعمل في هذا المكان، وتجده مبتسما راضيا.. قانعا رغم ما نتأذى نحن منه من روائح معينة أو نظافة معينة أو طريقة معينة.

إذن هل هناك إذا عمل وضيع، وعمل يعني مقدر؟

أبدا.. أي عمل يعود على الإنسان بالفائدة.. هذا عمل مهم.. لو أن الذين يحملون لنا القمامة، والنفايات من البيوت، وتأتي السيارات في الصباح الباكر؛ لتحمل كل هذه المخلفات التي يتركها السكان في مدينة ما أو في بلد ما لو أعلنوا في يوم ما وقالوا: والله نحن لا نريد أن نعمل هذا العمل.. نحن توقفنا عن العمل لمدة شهر.. نحن نريد أجازة.. نحن لا تعجبنا رواتبا أو تقدير الناس لنا.. بالله عليكم ماذا تقول هذه الأم التي تظن أن ابنتها درست في كلية من كليات القمة كما تقول، وأن غيرها من بنات الناس درست في كليات القاع؟
إذن نحن نكرر على ألسنتنا ألفاظا لا ندرك.. يعني ما هي أو لا ندرك حقيقتها أو قيمتها.

إذن هذا الإنسان العظيم الذي يعمل في الصرف الصحي.. هذا الإنسان الجليل الذي يعمل في رفع القمامات من البيوت، ويميط الأذى.. أيضا الكناس الذي يكنس الطريق العام سبحان الله العظيم! ما الذي يستطيع الإنسان أن يقوله لهذا الإنسان الممتهن مهنة شريفة.. مهنة يضيف بها إلى المجتمع خيرا كبيرا.. لن نستطيع أن نعيش بدون هؤلاء.. لو أن سبحان الله! الصنابير في البيت يعني أصابها خلل أو الأدوات الكهربائية أو المصابيح، ولم نأتي بهذا الإنسان الحرفي الذي يصلح لنا هذا الأمر، وتنظر إليه، وهو ينحني هنا تحت هذه الماسورة ليصلح كذا، وتحت هذا سبحان الله! ليعمل لنا كذا.. أليس هذا رجلا يعمل أيضا في الخدمة؟

إذن قضية أن هناك مهنة في الإسلام مهنة قمة، ومهنة تحتية.. هذا يعني ليس في ديننا.. هناك في الإسلام عمل حلال، وعمل حرام هذا هو ديننا.. ديننا يقتضي أن هذا العمل حلال يقره الشرع، وهذا عمل حرام لا يقره الشرع.. يعني مثال كل الأعمال، وكل المهن يبيحها الشرع إلا ما جاء ما يحرف.. يعني الأمور كلها بفضل الله، وهذه عظمة ديننا أن ديننا الإسلامي أحل كل شيء إلا ما جاء شيء يحرم..

فلما نجد سبحان الله! مثلا إنسان.. يعني يسأل، ويقول: هل هناك في الإسلام مهن محظورة؟ يعني يحظر الإنسان أن يعمل بها؟ نقول له: نعم الشيء الذي يؤدي إلى حرام، والشيء الذي في ذاته حرام بنص هذا الذي هو لا يعمل فيه الإنسان تجد أن أعمال الكهانة.. الكاهن سواء أو العراف يفتح الكف، ويقرأ الفنجال، ويعمل كذا، وكذا من هذا الأعمال العجيبة.. هذا عمل محذور في الإسلام.

ليس هناك عمل في الإسلام اسمه عمل كهانة؛ لأن عمله حرام، ولأن الذهاب إليه أيضا يحرم عليه.. هذا "من أتي كاهن أو عرافا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد" -صلى الله عليه وسلم-

هذا كلام خطير.. يعني سبحان الله العظيم! ضرب الودع، وقراءة الكف، وهذه الأعمال الآن أصبح لهذه العملية وسائل إعلام عجيبة، وفضائيات عجيبة تتحدث في مثل هذه الأمور، وتتحدث في استقراء المستقبل، وهذه كله عمل حرام.. فهذا العمل أو هذه مهنة محظورة في دين الله سبحانه وتعالى.

أيضا مهنة السحر مهنة محرمة لا أتكلم أنا على الذي يلاعب الأطفال، ويعلم لهم ألعاب كده تخيليلة، ويضحك على براءتهم أو كده.. لا.. نحن لا نتحدث عن هذا.. نحن نتحدث عن هؤلاء الذين يدعون أنهم يقومون بعمل الأعمال، وهذه الأمور الغريبة.. حد الساحر القتل بالسيف.. فيعني هذا الإنسان يعني سبحان الله! هذه مهنة محظورة لا يجب أن تكون.

كان هناك قبل الإسلام، وبعد الإسلام أحيانا عندما لم تصل الرسالة بحقيقتها إلى بعض الناس قضية النيحاة كان في ناس متخصصين في موضوع النواح.. يأتون يؤجرون، ويأتون إلى المأتم، ويسعدون النساء بالبكاء.. ليس من باب السعادة، ولكن مشاركة النساء بقضية النياح هذه، ودخل عمر فرأى إحدى النائحات، وهي تقول كلام يرقق قلوب النساء، وتبكي النساء من حولها.. خفقها عمر أو هددها بأن يفقها بدرته، وقل إنها تستدر دموعكم بدنانيركم.. يعني هي سبحان الله! تأخذ الدنانير، وتستدر الدموع بما تقول، وهذه مهنة أيضا من المهن التي حرمها رب العباد -عز وجل-.

مهنة البغاء في الإسلام.. ليس هناك مهنة في الإسلام تسمى، والعياذ بالله.. هذه المهنة انحراف عن طريق الله -سبحانه وتعالى- يعني هذه كارثة كبيرة.. لكن كل المهن بعد ذلك مهن محترمة.. ليست مهنة حرام، ولكن قد أنا أعمل في مهنة هي حلال، ولكن أنا أسيرها إلى أمر آخر..

يعني هي مهنة من المهن.. يعني أنا مثلا رجل صناعتي مثلا التجارة أو صناعتي أني أنا رجل إعلامي.. طيب هذه المهنة في ذاتها حلال.. لكن أنا عندما أغش في البضاعة.. عندما أحتكر البضاعة، والسلع.. عندما أتناجش مع الآخرين، ويبيع بعضنا على بيع بعض.. كده دخلنا في محاذير، ومحظورات يجب أن توقف عندها، وهناك أيضا أحيانا أنت تستقل مهنة صغيرة معينة.. مثل تقف أنت في بعض القرى التي مثلا فيها الأغنام، والمواشي، ويمر راعي الغنم من أمامك، وأنت متوقف بسيارة، ومتعصب هكذا، ومتعجل، وهو يسير خلف غنمه هادئ.. أنت من الواجب أن تكبره.. هذا الإنسان.. هذا الإنسان يمتهن مهنة الأنبياء ما من نبي إلا وقد رعى الغنم، وهذا الإنسان صاحب الأعصاب الهادئة، وأنت يا بن المدينة صاحب أعصاب متوترة.. صاحب سبحان الله! تريد أن تقفز قبل الإشارة.. تريد أن تفتح الإشارة بسرعة.. تزعج غيرك بصوت آلة التنبيه، وللطريق حقوق، وأنت للأسف الشديد أحيانا منا كثيرون هم الذي لا يراعون حقوق الطريق، ويضيقون الطريق على الناس مع أن دائما أعطي الطريق للأضعف.. الطريق أحق الناس به الأضعف دائما.. يعني السائر على القدمية أحق بالطريق من الراكب دراجة، والراكب دراجة أحق من راكب السيارة، وهكذا، ولكن ليس منا من يوقر كبيرنا، ويعطف على صغيرنا.

هذا إنسان ضعيف.. اتقوا الله في الضعيفين، والضعفاء أصبحوا كثر في مجتمعاتنا.. فهذا الإنسان الذي يسير على قدميه لا تزعجه بما معك من آلة تنبيه، وبهذا المنظر.

إذن يعني أنا أريد أن أقول: ليس في الإسلام كما تيقن لنا الآن مهنة لها مكانتها العالية، ومهنة لها مكانة أخرى منخفضة أو هناك مهنة مرتفعة المستوى، ومهنة قليلة المستوى.. فكل مهنة، وكل حرفة، وكل وظيفة تؤدي إلى إثراء حركة الحياة.. فهي مهنة محترمة، ولا داعي أبدأ أن تدعي أنك صاحب مهنة معينة.. أنك أفضل من الباقين في مهنتك، وأنك أعظم من الباقين في مهنتك، وأن هذه المهنة لا يستغني الناس عنها، ولكن نقول: { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } كوني معي
*************************************************

مرحبا بكم أحبتي في الله، ونحن نتواصل مع هذه الحلقة في برنامجنا.. أخلاقنا في الميزان.

قلت قبل الفاصل أننا لا نريد أن يسخر بعض أصحاب مهن معينة أو صاحب مهنة معينة من بقية المهن.. فلا يقول مثلا عالم الفيزياء: أنا الرجل الوحيد الذي أفهم هذا الكون، وأعرف ما هي الأمواج التي فيه، وما هي كذا، وما هي كذا. ويقول عالم الكيمياء هذا الكلام، ويقول عالم الرياضيات نفس القضية، ويأتي رجل متخصص في الاقتصاد، ويقول: أنا والله أنا الذي أسير هذا الكون، والعالم الآن سار عالما يقوم على مسألة الاقتصادي، والفكر الاقتصادي، وآليات السوق، وإلى غير ذلك.

يأتي الطبيب، ويقول: أنا الذي أعالج الناس، وأنا الذي أفهم سر الجسد الإنساني، ويأتي عالم الأرصاد، ويقول: أنا الذي أستطيع أن أقول أن السفن تتحرك في هذا اليوم أو لا تتحرك أو الطائرات تصعد إلى متون الفضاء أو لا تصعد، وإلى آخره، وينظر إلى بقية الحرف أو بقية المهن.. نحن عالم متكامل.. نحن نريد أن نقتنع أولا من نظرة إسلام أن نحن عبارة عن كل واحد فينا على ثغر.. هذا الثغر يخدمه بطريقته، ولا تظن أبدأ أن سبحان الله! أن المسألة ببساطة كما تتخيل.

الآن سأضرب لك مثالا بسيطا.. أنت تجلس الآن مثلا، ويأتيك رغيف من الخبز فتأكله بعد أن تطعمه ربما تعيب على طريقة صناعته أو يعني تنسى أنك أكلت، وخلاص حمدت الله رب العالمين.. هل خطر ببالك كم من الناس، وكم من أصحاب الحرف، والمهن اشترك في الرغيف؟

الفلاح الذي يسر الله له بذر البذور في الأرض.. بذر بذرة القمح تعهدها بالحرث، وتعدها بالسقي، وبالري ثم نبتت، وسنابل في كل سنبلة.. يعني عشرات الحبات.. هذه الإنسان سبحان الله! لما حصد الزراعة أو حصد المحصول لا تظن أن الموضوع توقف عند هذا الأمر.. لا.. الحصادة التي حصدت هل آلة الآلة هذه قامت عليها مصانع هذه المصانع قام عليها مهندسون متخصصون.. هؤلاء المتخصصون اعتمدوا على منابع الإنتاج أن مثلا هذه الآلة صنعت مثلا من الحديد فكيف جيئ بالحديد من مناجمه، وكيف دخل إلى مصنع الحديد.. حيث هذا في عمال، وفنيين، ومهندسين، وخبراء، وعلماء، وباحثين، وموظفين، وإداريين، وقانونين إلى أن صنعت هذه الآلة، وهناك تاجر أو رجل أعمال أو مستورد سميه كما شئت أو مصدر يأتي بهذه الماكينة، ويبيعها إلى الفلاح أو المزارع، وإذا الفلاح يحصد زرعه.. ثم بعد ذلك يذهب بهذا القمح يجمع، ويذهب به المطحن.. هذا المطحن سبحان الله! يطحن القمح يصير دقيقا.. هذا الدقيق يعبأ في أكياس.. هناك مصانع صنعت الأكياس، ولها مواصفات الأكياس التي تحمل الدقيق غير الأكياس التي تغلف الأدوية.. غير الأكياس التي تعبأ فيها الأطعمة.

إذن هذا مصنع متخصص في صناعة أكياس يوضع فيها هذا الدقيق.. ثم يأتي بعد ذلك ليذهب هذا الدقيق إلى رجل مختص بقضية المخبوزات نفسها فهو (عجان) درس كيف يعجن، وكيف يخبز، وربما أخذ تخصص معين في هذه المسألة.. ثم بعد ذلك في آخر المطاف ذهب إلى الفران، والفران سبحان الله! صنع هذا الرغيف.. هذا الفران له فرن معين، ومواصفات معينة له شركة معينة لها تضع مقاييس لقضية الفرن تلك.. ثم هناك مواد معينة للوقود سواء غاز أو مواد الوقود الأولية أو غير ذلك.. كل هذه عبارة عن دورة حياة طويلة إلى أن جاءت هذا الرغيف في كيس أو في شيء، ووضع أمامك في الطبق، وأكلته.

هل تظن أنك يعني سبحان الله! عندما وصلت هذه اللقمة إلى فمك هل أنت الوحيد الذي يعني سبحان الله! صنعت، وعملت.. سبحان الله! يعني ننظر ما نزرع.. {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } سبحان الله العظيم!

إذن القضية يجب أن المسلم يتأمل بهذا المنطق..

إذن صاحب المهنة لا يحتقر مهنة خاصة.. فلو احتكرت أنت أيها العالم الفذ مثلا عالم من علماء الذرة، ويشار إليهم بالبنان.. نحن لا ننقص من شؤون أحد، ولكن نقول مثلا عندما ينظر إلى الفلاح نظرة سبحان الله العظيم! أن هو رجل علامة يفقه هذا الكون، ويعرف أسراره، ويصبر غوره، وقد فهم كل شيء، وهذا الفلاح بالنسبة له لا يدرك من الحياة شيئا.. بالله عليك قل: الله -عز وجل- جعل هذا الفلاح يرتضي هذه المهنة، وهي مهنة عظيمة جدا، وهي من الفلاح { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ} كلمة فلاح كلمة جميلة جدا.. يفلح اِلأرض.. هذا الإنسان هو الذي سبب الله له وجوده أو أوجده في هذا الكون؛ لكي يضع لك أو يوصل لك هذه اللقمة (الرغيف) أو هذه حبة الأرز التي تأكله في طعامك، ولا تستغني عنها.

إذن { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} هذه سنة التدافع في هذا الكون.

سنة التدافع في هذا الكون تقتضي منا سبحان الله العظيم! هذا الفكر، وهذا التكامل.. إذن أنا أرجوا، وأتمنى من أن ليس هناك صاحب مهنة مهما بلغ من عقله، ومهما بلغ من علمه أن يحتقر مهنة أخرى.. فلا يقول: أن هذا إنسان يعمل أي كلام أبدا.. سبحان الله! هذا الإنسان يقوم في هذا الكون بسد ثغره، وإعمار هذا الكون في الجزئية التي يعني وضعه رب العباد -سبحانه وتعالى- فيها أو يسر له هذا الأمر سبحان الله العظيم!

فإذن قضية احتكار مهنة معينة هذا كلام خطير.. يعني لا ينظر الإنسان من علا؛ لينظر إلى إنسان صاحب مهنة أخرى، ويقول: لا والله هذه لا أبدا.. نحن نتكامل.. نحن نتكامل جميعا في قضية امتهاننا مهن معينة، ويسر الله لنا هذه المهن، وهذه الوظائف، ويقوم كلا بدوره.. كل إنسان له سبحان الله! يعني وظيفة محددة في هذه الحياة.. نحن يعني ما أشبهنا بخلية النحل التي أصبح في كل فرد منها خاصية معينة.. الذكور لها مهنة، والشغلات لها مهنة، والملكة لها مهنة، وكلا لا يتعدى على مهنة الآخر، وكلنا نتكامل؛ لتكون في الآخر هي الخلية المنتجة لهذا العسل أو لهذا الشهد الذي فيه شفاء للناس.

هكذا نحن أيضا أي منتج من المنتجات أي شيء من هذا الذي نراه في هذا الكون إنما يتكامل الناس بعضهم مع بعض.. أما أن ينظر الناس لبعضهم أو يظن أن مهنته أفضل من مهنة الآخر لا يتكامل الناس جميعا بهذا المنطق سبحان الله! طيب مثل كمثال في القرآن مهن كثيرة.. يعني رجل.. يعني من هؤلاء الصفوة الذين ذكرهم رب العباد -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم كسيدنا داوود الله -عز وجل- يقول: { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} سبحان الله! ويقول: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ} سبحان الله! هذه الصناعات التي عملها رب العباد لنبي الله داوود هذه حرفه.. هذه مهنة { أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} يعني يعمل كده سابغات للدروس، وتقي المحارب، والمقاتل أثناء المعركة { وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ }.. يعني كان دون أن يدخل الحديد في الكير ليلين له كما يصنع الحداد اليوم أو كما تصنع مصانع الحديد اليوم.

الله عز وجل ألان الحديد لنبي الله داوود حتى كأنه سبحان الله! يمسك صلصل بيده.. يعني يوقومه كيف يشاء.. هذا من تسخير الله -سبحانه وتعالى- له.. تجد عالم الاقتصاد الكبير لما خرج من سجنه، وقال: { اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } خبير الاقتصاد سيدنا يوسف -عليه السلام- لما فسر لهم القضية { تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ} وهذا كان من أعظم قوانين التخزين في العلم الحديث.

سبحان الله! { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ{47} ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ} سبحان الله! { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} فأدرك سيدنا يوسف أن هناك أزمة اقتصادية، ومجاعة، ومشكلة سوف تلم بالعالم كله، وطلب من عزيز مصر أن يكون هو خبير الاقتصاد أو الخبير الاقتصادي الذي يدير هذه الأزمة.

الله -عز وجل- { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} في مريض سبحان الله! يستطيع أن يعمل.. فمن يضرب في جنبات الأرض ما بين فلاح، ومزارع، وصانع، وراعي غنم، وراعي إبل، وموظف، وسبحان الله! وتاجر، وسبحان الله العظيم! كل هؤلاء أيضا هذه مهن سبحان الله! والعجيب أن في كتب تراثنا كتاب كتبه الإمام الخزاعي التلمساني المتوفى تقريبا سنة 789 هجريا.. يعني في القرن الثامن الهجري.

سبحان الله! كان اسمه تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الحرف، والصنائع الشرعية.

إذن سبحان الله! الحرف، والصنائع هناك أحد أسلافنا الصالحين جمع هذه الحرف، وتلك الدلالات.. لكن في قضية أخطر من هذا.. أن لا يستطيع الإنسان أن يقول: ما هي أعظم مهنة؟ ما هي أهم مهنة؟
لا.. لم تجد أن الأمة متخلفة في اقتصادها مثلا، وأنها اليوم إذا قلنا أن الأمة تستورد كل ما تأكله من مطاعم، ومشروبات.. نقول: أن قضية الزراعة هي أهم سبحان الله! أهم التخصصات أو من أهمها إذا قلنا: أن الأمة لا تجد ما تكسوا به نفسها نقول: إن صناعة النسيج، وهكذا.

إذن يعني لا نستطيع أن نقول: ما هي المهنة الأهم؟
لا القضية كلها نريد أن نقول: أن كل مهنة لها يعني وقتها، ولها أهميتها، ولا يحتقر صاحب مهنة.. مهنة أبدا.. فيما أظن أن هذه التوطئة في هذه الحلقة، والحلقة السابقة نستطيع بعد ذلك أن ندخل على قضية المهن في الإسلام، وما هي معاير هذه المهن.. أخلاقيات هذه المهن.. أخلاقنا في الميزان.. كما تساوي هل هي منضبطة مع الكتاب والسنة أم أننا بعدين كل البعد، ويجب أن نؤوب أو نعود؟ إنها تذكرة للغافل، وتذكير للعاقل.

أحبتي في الله بورك لي، ولكم في القرآن العظيم، ونستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وألقاكم إن شاء الله في الحلقة القادمة.. لا تنسوني من صالح دعائكم.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
elprofessor
مديرعام المنتدى
مديرعام المنتدى
elprofessor


عدد المساهمات : 649
نقاط : 929
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
العمر : 53
الموقع : https://shabab-masrawy.yoo7.com

العمل في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: العمل في الإسلام   العمل في الإسلام Emptyالثلاثاء أبريل 20, 2010 10:51 pm

بارك الله فيكى وجزك خير الثواب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shabab-masrawy.yoo7.com
 
العمل في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب مصراوى :: المنتدى الاسلامى العام :: الاسلاميات-
انتقل الى: