قصة وصف قوم عاد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي " أهلاً وسهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج " لو كانوا يعلمون" وحلقة اليوم نستكمل فيها صفات قوم عاد .


وقلنا في الحلقة السابقة . وأن أول صفه من صفات قوم عاد هي السخرية من الانبياء فقالوا لهود " قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٦٦﴾" والصفة الثانية هي الكبر حتى أن هود قال لهم "أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴿١٢٨﴾ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴿١٢٩﴾ "
والصفة الثالثة الغلظه في التعامل وشده الانتقام
قال تعالى " وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴿١٣٠﴾"
والصفة الرابعه هي رفضهم الموعظه فقالوا لهود
"قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴿١٣٦﴾ "
أما الصفه التي تظهر في كلام قوم عاد لهود في قوله تعالى " قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٥٣﴾ " أي أنهم غير مقتنعين بكلام هود وغير مستسلمين لأمر الله وأمر نبيه .


وهذه كانت من أسوأ الصفات التي اتصف بها قوم عاد
قال تعالى "فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿١٥ "
فلما استكبروا أصابهم الجدب والجفاف أياماً وشهوراً فماتت الماشيه والثمار والزروع . وفجأه وجدوا رياح وغمامه فاعتقدوا أن هذه الغمامه بها مطر .


قال تعالى " فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٤﴾ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٥﴾ " فجاءت الرياح فأهلكت قوم عاد وأبقت مساكنهم حتى يكونوا عبره لمن بعدهم .
قال تعالى " كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ﴿٤﴾ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴿٥﴾ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾ -

وقوم ثمود جاءوا بعد قوم عاد وكانوا يقيمون على بُعد 337 كيلو شمال المدينه المنوره وقد كان قوم ثمود يعلمون قصه قوم عاد وإهلاك الله لهم . ولكنهم نسوا ما حدث لقوم عاد فبدأوا يعبدوا الأصنام ويفعلون ما كان يفعله قوم عاد .


فأرسل الله لهم سيدنا " صالح "
قال تعالى " وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ﴿٦١﴾ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٦٢﴾ " .

وأريدكم أن تتأملوا أسلوب دعوة نبي الله " صالح " لقومه وتحبيبه لهم في الله ويذكرهم بفضل الله عليهم وأنهم مستأمنين في هذه الأرض . ولكنهم رفضوا هذا الكلام وصدوا عنه فاستحقوا عذاب الله عز وجل .


قال تعالى "قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ " ثم بدأ الكبر يظهر في كلامهم . قال تعالى على لسان صالح في سورة الشعراء " وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ﴿١٤٩﴾ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٥٠﴾ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴿١٥١﴾ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ﴿١٥٢﴾ " وأريد أن أقول أن أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) لا تصلح إلا بالدين ولن تعيش سعيدة إلا إذا كان الله راضٍ عنها .
وذلك من فضل الله علينا .


فلو عندك يقين بأن الله هو الذي بيده ملك الدنيا والآخره فافعل ما يحبه الله حتى يُسخِّر لك الدنيا والآخره
ونكمل قصة قوم ثمود في الحلقة القادمة إن شاء الله .

جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا